فصل: فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الشورى: الآيات 49- 51].

{لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاء يَهَبُ لِمَنْ يَشاء إِناثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاء الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرانًا وَإِناثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَراء حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)}.
{لِلَّهِ} لفظ الجلالة مجرور باللام والجار والمجرور خبر مقدم {مُلْكُ} مبتدأ مؤخر {السَّماواتِ} مضاف إليه {وَالْأَرْضِ} معطوف على {السماوات} والجملة الاسمية مستأنفة {يَخْلُقُ} مضارع فاعله مستتر {ما} مفعول به والجملة حال {يَشاء} مضارع فاعله مستتر والجملة صلة ما {يَهَبُ} مضارع فاعله مستتر والجملة بدل من يخلق {لِمَنْ} متعلقان بالفعل {يَشاء} مضارع فاعله مستتر {إِناثًا} مفعول به والجملة صلة من {وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاء الذُّكُورَ} معطوف على ما قبله والإعراب واحد {أَوْ} حرف عطف {يُزَوِّجُهُمْ} مضارع ومفعوله والفاعل مستتر {ذُكْرانًا} حال {وَإِناثًا} معطوف على ذكرانا والجملة معطوفة على ما قبلها {وَيَجْعَلُ} الواو حرف عطف ومضارع فاعله مستتر {مَنْ} مفعول به أول والجملة معطوفة على ما قبلها {يَشاء} مضارع فاعله مستتر {عَقِيمًا} مفعول به ثان والجملة صلة من {إِنَّهُ عَلِيمٌ} إن واسمها وخبرها الأول {قَدِيرٌ} خبرها الثاني والجملة الاسمية تعليل {وَما} الواو حرف استئناف وما نافية {كانَ} ماض ناقص {لِبَشَرٍ} جار ومجرور خبرها المقدم {أَنْ يُكَلِّمَهُ} مضارع منصوب بأن والهاء مفعول به {اللَّه} فاعل والمصدر المؤول من أن والفعل اسم كان المؤخر {إِلَّا} حرف حصر {وَحْيًا} مفعول مطلق {أَوْ} حرف عطف {مِنْ وَراء} متعلقان بمحذوف تقديره يسمع وهو معطوف على ما قبله {حِجابٍ} مضاف إليه {أَوْ} حرف عطف {يُرْسِلَ} مضارع معطوف على يكلمه منصوب والفاعل مستتر {رَسُولًا} مفعول به وأن المضمرة والفعل في تأويل مصدر معطوف على وحيا والجملة معطوفة على ما قبلها {فَيُوحِيَ} مضارع فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها {بِإِذْنِهِ} متعلقان بالفعل {ما} مفعول به {يَشاء} مضارع فاعله مستتر والجملة صلة {إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} إن واسمها وخبراها والجملة الاسمية تعليلية لا محل لها.

.[سورة الشورى: الآيات 52- 53].

{وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاء مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)}.
{وَكَذلِكَ} الواو حرف استئناف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف {أَوْحَيْنا} ماض وفاعله والجملة مستأنفة {إِلَيْكَ} متعلقان بالفعل {رُوحًا} مفعول به {مِنْ أَمْرِنا} صفة {روحا} {ما} نافية {كُنْتَ} كان واسمها {تَدْرِي} مضارع فاعله مستتر والجملة خبر كان وجملة {ما كنت} حال {ما} مبتدأ {الْكِتابُ} خبره والجملة الاسمية سدت مسد مفعولي {تدري} {وَلَا} الواو حرف عطف ولا نافية {الْإِيمانُ} معطوف على الكتاب {وَلكِنْ} الواو حرف عطف ولكن حرف استدراك {جَعَلْناهُ نُورًا} ماض وفاعله ومفعوله الأول ونورا مفعوله الثاني والجملة معطوفة على جملة {ما كنت} {نَهْدِي} مضارع فاعله مستتر {بِهِ} متعلقان بالفعل والجملة صفة {نورا} {مِنْ} مفعول به {نَشاء} مضارع فاعله مستتر والجملة صلة {مِنْ عِبادِنا} متعلقان بمحذوف حال {وَإِنَّكَ} الواو حالية وإن واسمها {لَتَهْدِي} اللام المزحلقة ومضارع فاعله مستتر {إِلى صِراطٍ} متعلقان بالفعل {مُسْتَقِيمٍ} صفة {صراط} والجملة خبر إن والجملة الاسمية حال {صِراطِ} بدل مما قبله {اللَّه} مضاف إليه {الَّذِي} صفة اللّه {لَهُ} خبر مقدم {ما} مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية صلة {فِي السَّماواتِ} متعلقان بمحذوف صلة الموصول {وَما فِي الْأَرْضِ} معطوف على ما قبله {أَلا} أداة تنبيه {إِلَى اللَّهِ} متعلقان بالفعل بعدهما {تَصِيرُ الْأُمُورُ} مضارع وفاعله والجملة مستأنفة. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة الشورى ذكر فِيهَا أَرْبَعَة عشر حَدِيثا:
1142- قوله: فِي حَدِيث رقيقَة بنت صَيْفِي فِي سقيا عبد الْمطلب أَلا وَفِيهِمْ الطّيب الطَّاهِر لذاته.
قلت حَدِيث سقيا عبد الْمطلب رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَلَيْسَ فِيهِ هَذَا اللَّفْظ فَرَوَاهُ فِي تَرْجَمَة رقيقَة بنت أبي صَيْفِي فِي بَاب الرَّاء من مُسْند النِّسَاء حَدثنَا مُحَمَّد بن مُوسَى بن حَمَّاد الْبَرْبَرِي ثَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى أَبُو السكين الطَّائِي ثَنَا عمر أبي زحر بن حصن عَن جده حميد بن منْهب ثني عُرْوَة بن مُضرس قال حدث مخرمَة بن نَوْفَل عَن أمه رقيقَة بنت أبي صَيْفِي بن هَاشم وَكَانَت لِدَة عبد الْمطلب قالت: تَتَابَعَت عَلَى قريْش سنُون أَمْحَلت الضَّرع وأدقت الْعظم فَبينا أَنا رَاقِدَة إِذا هَاتِف يصْرخ بِصَوْت صَحِلَ يَقول معشر قريْش إِن هَذَا النَّبِي الْمَبْعُوث قد أَظَلَّتْكُم أَيَّامه وَظَهَرت أَعْلَامه فَحَيَّهَلا بِالْحَيَاء وَالْخصب أَلا فانظروا رجلا مِنْكُم أَبيض وَسِيطًا جِسَامًا عظاما أَوْطَفُ الْأَهْدَاب سهل الْخَدين أَشمّ الْعرنِين لَهُ فَخر يَكْظِم عَلَيْهِ وَسنة يهدي إليه فَلْيخْلصْ هُوَ وَولده وليهبط إليه من كل بطن رجل فليشنوا من المَاء وليمسوا من الطّيب وليستلموا الرُّكْن ثمَّ ليرقوا أَبَا قبيس ثمَّ ليَدع الرجل ثمَّ ليؤمن من الْقَوْم فَأَصْبَحت مَذْعُورَة قد أقشعر جلدي وَوَلِهَ عَقْلِي فَاقْتَصَصْت رُؤْيَايَ ثمَّ نمت فِي شعاب مَكَّة فوالحرمة وَالْحرم مَا بَقِي بهَا أبطحي إِلَّا قال هَذَا شِيمَة الْفرج هَذَا شيبَة الْحَمد وَتَنَاهَتْ إليه رجال قريْش وَهَبَطَ إليه من كل بطن رجل فَشُنُّوا من المَاء وَمَسُّوا من الطّيب ثمَّ مَسُّوا واستلموا الرُّكْن ثمَّ ارْتَقَوْا أَبَا قبيس وَاصْطَفُّوا حوله حَتَّى اسْتَووا بِذرْوَةِ الْجَبَل قَامَ عبد الْمطلب وَمَعَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم غُلَام قد أَيفع أَو كرب فَرفع يَدَيْهِ وَقال اللَّهُمَّ سَاد الْخلَّة وَكَاشف الْكُرْبَة أَنْت معلم غير معلم وَمَسْئُول غير مبخل وَهَذِه عبيدك وإماؤك بِعَذِرَاتٍ حَرمك يَشكونَ إِلَيْك سنتهمْ أذهبت الْخُف وأمحقت الظلْف اللَّهُمَّ فَأمْطر علينا مُغْدِقًا مربعًا قالت فَوَرَبِّ الْكَعْبَة مَا انصرفوا حَتَّى تَفَجَّرَتْ السماء بِمَائِهَا واكتظ الْوَادي بثجيجه وَسمعت شَيْخَانِ قريْش وجلتها عبد الله بن جدعَان وَحرب بن أُميَّة وَهِشَام بن الْمُغيرَة يَقولونَ لعبد الْمطلب هَنِيئًا لَك أَبَا الْبَطْحَاء وَقالت رقيقَة:
بِشَيْبَة الْحَمد أسْقَى الله بَلْدَتنَا ** وَقد فَقدنَا الْحَيَاة واجلوذ الْمَطَر

فجَاء بِالْمَاء جَوْنِي لَهُ سبل ** سَحا فَعَاشَتْ بِهِ الْأَنْغَام وَالشَّجر

منا من الله باليمون طَائِره ** وَخير من بشرت يَوْمًا بِهِ مُضر

مبارك الْأَمر يُسْتَسْقَى الْغَمَام بِهِ ** مَا فِي الْأَنَام لَهُ عدل وَلَا خطر

وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة لَهُ.
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أَنا هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ ثني الْوَلِيد بن عبد الله بن جَمِيع عَن ابْن لعبد الرَّحْمَن بن موهب بن رَبَاح الْأَشْعَرِيّ حَلِيف بني زهرَة عَن أَبِيه قال حَدثنِي مخرمَة بن نَوْفَل بِهِ.
1143- الحَدِيث الأول:
رُوِيَ أَنه لما نزلت {قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقربَى} قيل يَا رَسُول الله من قربتك الَّذين وَجَبت علينا مَوَدَّتهمْ قال «عَلّي وَفَاطِمَة وَأَبْنَاؤُهُمَا».
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثَنَا حَرْب بن الْحسن الطَّحَّان ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقر عَن قيس بن الرّبيع عَن الْأَعْمَش عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قال لما نزلت {قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقربَى} قالوا يَا رَسُول الله إِلَى آخِره.
وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفسيريهما ثَنَا عَلّي بن الْحُسَيْن ثَنَا رجل سَمَّاهُ ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقر بِهِ سَوَاء وحسين الْأَشْقر شيعي مختلق.
وَذكر نزُول هَذِه الْآيَة فِي الْمَدِينَة بعيد فَإِنَّهَا مَكِّيَّة وَلم تكن إِذْ ذَاك لفاطمة أَوْلَاد بِالْكُلِّيَّةِ فَأَنَّهَا لم تتَزَوَّج بعلي إِلَّا بعد بدر من السّنة الثَّانِيَة وَالْحق تَفْسِير الْآيَة بِمَا فَسرهَا حبر الْأمة ابْن عَبَّاس أخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة طَاوس عَنهُ أَنه سُئِلَ عَن قوله تعالى: {إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقربَى} فَقال سعيد بن جُبَير قربى آل مُحَمَّد فَقال ابْن عَبَّاس عجلت إِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريْش إِلَّا كَانَ لَهُم فِيهِ قرابة فَقال «إِلَّا أَن يصلوا مَا بيني وَبَيْنكُم من القرابة». انتهى.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي كتاب مَنَاقِب الشَّافِعِي عَن حَرْب بن الْحسن بن الطَّحَّان بِهِ سندا ومتنا.
ثمَّ أخرجه عَن مُحَمَّد بن حدير ثَنَا الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل أَبُو الْمُنْذر ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقر فَذكره مَوْقُوفا.
1144- الحَدِيث الثَّانِي:
رُوِيَ عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قال شَكَوْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حسد النَّاس لي فَقال «أما ترْضَى أَن تكون رَابِع أَرْبَعَة أول من يدْخل الْجنَّة أَنا وَأَنت وَالْحسن وَالْحُسَيْن وَأَزْوَاجنَا عَن أَيْمَاننَا وَشَمَائِلنَا وَذُرِّيَّتنَا خلف أَزوَاجنَا».
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِنَقص يسير ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْحَاق التسترِي ثَنَا يَحْيَى الْحمانِي ثَنَا منْدَل بن عَلّي عَن مُحَمَّد بن عبيد الله بن أبي رَافع عَن أَبِيه عَن جده أبي رَافع أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال لعَلي «إِن أول أَرْبَعَة يدْخلُونَ الْجنَّة أَنا وَأَنت وَالْحسن وَالْحُسَيْن وَذُرِّيَّاتنَا خلف ظُهُورنَا وَأَزْوَاجنَا خلف ذرياتنا شِيعَتِنَا عَن أَيْمَاننَا وَعَن شَمَائِلنَا». انتهى.
حَدثنَا أحمد بن مُحَمَّد المري الْقَنْطَرِي ثَنَا حَرْب بن الْحسن الطَّحَّان ثَنَا يَحْيَى بن يعلي عَن مُحَمَّد بن عبيد الله بِهِ.
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو مَنْصُور الحمشادي ثَنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثني أَبُو بكر بن مَالك ثني مُحَمَّد بن يُونُس ثَنَا عبيد الله بن عَائِشَة ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَمْرو عَن عمر بن مُوسَى عَن زيد بن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن أَبِيه عَن جده عَن عَلّي بن أبي طَالب قال شَكَوْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء.
1145- الحَدِيث الثَّالِث:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال «حرمت الْجنَّة عَلَى من ظلم أهل بَيْتِي وَآذَانِي فِي عِتْرَتِي وَمن اصْطنع صَنِيعَة إِلَى أحد من ولد عبد الْمطلب وَلم يُجَازِهِ عَلَيْهَا فَأَنا أُجَازِيهِ عَلَيْهَا إِذا لَقِيَنِي يَوْم الْقِيَامَة».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا يَعْقُوب بن السّري ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَفِيد ثَنَا عبد الله بن أحمد بن عَامر أَنا أبي ثَنَا عَلّي بن مُوسَى الرِّضَا ثني أبي مُوسَى ابْن جَعْفَر أَنا أبي جَعْفَر بن مُحَمَّد أَنا أبي مُحَمَّد بن عَلّي ثني أبي عَلّي بن الْحُسَيْن ثني أبي الْحُسَيْن بن عَلّي ثني أبي عَلّي بن أبي طَالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «حرمت الْجنَّة...» إِلَى آخِره.
1146- الحَدِيث الرَّابِع:
رُوِيَ أَن الْأَنْصَار قالوا فعلنَا وَفعلنَا كَأَنَّهُمْ افْتَخرُوا فَقال عَبَّاس أَو ابْن عَبَّاس لنا الْفضل عَلَيْكُم يَا معشر الْأَنْصَار فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَأَتَاهُم فِي مجَالِسهمْ فَقال «يَا معشر الْأَنْصَار ألم تَكُونُوا أَذِلَّة فَأَعَزكُم الله بِي» قالوا بلَى يَا رَسُول الله «ألم تَكُونُوا ضلالا فَهدَاكُم الله بِي» قالوا بلَى يَا رَسُول الله قال «أَفلا تُجِيبُونِي» قالوا مَا نقول يَا رَسُول الله قال «أَلا تَقولونَ ألم يخْرجك قَوْمك فَآوَيْنَاك أولم يُكذِّبُوك فَصَدَّقْنَاك أولم يَخْذُلُوك فَنَصَرْنَاك» قال فَمَا زَالَ يَقول حَتَّى جثوا عَلَى الركب وَقالوا أَمْوَالنَا وَمَا فِي أَيْدِينَا لله وَرَسُوله فَنزلت.
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا أَبُو كريب ثَنَا مَالك بن إِسْمَاعِيل ثَنَا عبد السَّلَام ثَنَا يزِيد بن أبي زِيَاد عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس قال قالت الْأَنْصَار فعلنَا وَفعلنَا كَأَنَّهُمْ افْتَخرُوا فَقال ابْن عَبَّاس أَو الْعَبَّاس شكّ عبد السَّلَام لنا الْفضل عَلَيْكُم إِلَى آخِره قال فَنزلت {قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقربَى}. انْتَهَى.
وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن عبد الْمُؤمن ابْن عَلّي عَن عبد السَّلَام عَن يزِيد بن أبي زِيَاد مثله.
وَفِي نزُول هَذِه الْآيَة بِالْمَدِينَةِ نظر فَإِن السُّورَة مَكِّيَّة وَلَيْسَ يظْهر من هَذِه الْآيَة وَهَذَا السِّيَاق مُنَاسبَة فَالله أعلم.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن عبد السَّلَام بن حَرْب عَن يزِيد ابْن أبي زِيَاد بِهِ سندا ومتنا.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا عَلّي بن سعيد الرَّازِيّ ثَنَا عبد السَّلَام بْن حَرْب عَن يزِيد بن أبي زِيَاد عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس قال سمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم شَيْئا فَخَطب فَقال للْأَنْصَار «ألم تَكُونُوا أَذِلَّة فَأَعَزكُم الله» إِلَى آخِره وَقال لم يروه عَن يزِيد إِلَّا عبد السَّلَام.
1147- الحَدِيث الْخَامِس:
قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «من مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد مَاتَ شَهِيدا أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد مَاتَ مغفورا لَهُ أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد مَاتَ تَائِبًا أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد مَاتَ مُؤمنا مُسْتَكْمل الْإِيمَان أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد بشره ملك الْمَوْت بِالْجنَّةِ ثمَّ مُنكر وَنَكِير أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد يزف إِلَى الْجنَّة كَمَا تزف الْعَرُوس إِلَى بَيت زَوجهَا أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد فتح الله لَهُ فِي قَبره بَابَيْنِ إِلَى الْجنَّة أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد جعل الله قَبره مَزَار مَلَائِكَة الرَّحْمَة أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد مَاتَ عَلَى السّنة وَالْجَمَاعَة أَلا وَمن مَاتَ عَلَى بغض آل مُحَمَّد جَاء يَوْم الْقِيَامَة مَكْتُوبًا بَين عَيْنَيْهِ آيس من رَحْمَة الله أَلا وَمن مَاتَ عَلَى بغض آل مُحَمَّد مَاتَ كَافِرًا أَلا وَمن مَاتَ عَلَى بغض مُحَمَّد لم يشم رَائِحَة الْجنَّة».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ اُخْبُرْنَا عبد الله بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَلّي بن الْحسن الْبَلْخِي ثَنَا يَعْقُوب بن يُوسُف بن إِسْحَاق ثَنَا مُحَمَّد بن أسلم الطوسي ثَنَا يعلي ابْن عبيد عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن جرير بن عبد الله البَجلِيّ قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «من مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد...» فَذكره سَوَاء.
1148- الحَدِيث السَّادِس:
رُوِيَ أَن الْأَنْصَار أَتَوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِمَال جَمَعُوهُ فَقالوا يَا رَسُول الله هدَانَا الله بك وَأَنت ابْن أُخْتنَا وتعروك نَوَائِب وَحُقُوق وَمَا لَك سَعَة فَاسْتَعِنْ بِهَذَا عَلَى مَا يَنُوبك فَنزلت ورده.
قلت غَرِيب.
وَنَقله الثَّعْلَبِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن الْأَنْصَار أَتَوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى آخِره من غير سَنَد وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول.
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِمَعْنَاهُ فَقال ثَنَا سُلَيْمَان بن أحمد وَهُوَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن مَرْزُوق ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقر ثَنَا نصير بن زِيَاد عَن عُثْمَان بن أبي الْيَقظَان عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قال قالت الْأَنْصَار فِيمَا بَينهم لَو جَمعنَا لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَالا فَبسط يَدَيْهِ لَا يحول بَينه وَبَين أحد فَأتوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقالوا يَا رَسُول الله إِنَّا أردنَا أَن نجمع لَك من أَمْوَالنَا فَأنزل الله {قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقربَى} فَخَرجُوا مُخْتَلفين فَقال بَعضهم ألم تروا إِلَى مَا قال رَسُول الله وَقال بَعضهم إِنَّمَا قال هَذَا لِيُقَاتل عَن أهل بَيته وَيَنْصُرهُمْ فَأنزل الله {أم يَقولونَ افتَرَى عَلَى الله كذبا} إِلَى قوله: {وَهُوَ الَّذِي يقبل التَّوْبَة عَن عباده} فَعرض لَهُم بِالتَّوْبَةِ. انتهى.